عمان- اكد رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت ان الاردن سيبقى القلعة الصامده في وجه محاولات استهداف حقوق الشعب الفلسطيني.
وشدد البخيت على اهمية الحفاظ على هذا الجدار المتين الذي يتكىء عليه الاشقاء الفلسطينيين.
كما اكد رئيس الوزراء ان الاردن قادر على تجاوز جميع الصعاب والتحديات بهمة قيادته ووعي ابناء شعبه بخطورة المرحلة، لافتا الى ضرورة التماسك الوطني والتلاحم الاجتماعي والحفاظ على الوحدة الوطنية.
وشدد البخيت في محاضرة القاها في الدارسين في دورتي الدفاع والحرب في كلية الدفاع الوطني الملكية الاردنية، اليوم الثلاثاء، تبعها لقاء حواري على ان الاردن يمثل قصة نجاح كبيرة بناه الاردنيون بثقافة الامل والصبر بالرغم من قلة الامكانات والموارد.
وقال رئيس الوزراء ان كتاب التكليف السامي للحكومة كان واضحا وحازما باتخاذ اجراءات ملموسة في الاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لافتا الى ان الحكومة بدات باتخاذ اجراءات سريعة في هذا المجال، اضافة الى الاصلاحات الادارية.
واوضح بهذا الصدد ان الحكومة اتخذت قرارات مهمة وانعطافية على طريق الاصلاح مثل انشاء نقابة للمعلمين واخراج قانون الاجتماعات العامة الذي يتيح للمجتمع حرية التجمع دون اذن مسبق من الحاكم الاداري، اضافة الى انشاء لجنة الحوار الوطني التي بدات بالعمل على اجراء حوارات موسعة مع مختلف الشرائح للخروج بتوافق حول قانوني الانتخاب والاحزاب.
وبشان ما يتردد حول اهمية انشاء لجنة للحوار الوطني في ظل وجود الميثاق الوطني والاجندة الوطنية، بين رئيس الوزراء ان الميثاق الوطني شكل مرجعية فكرية للعمل السياسي والاقتصادي في مرحلة تاريخية معينة من تاريخ الاردن في حين ان الاجندة الوطنية اجادت في المحور الاقتصادي، ولكنها لم تقدم اشياء ملموسة في المحور السياسي، لافتا الى ان المطلوب من لجنة الحوار تقديم ادوات عملية وتوافق وطني بشانها.
واكد رئيس الوزراء ضرورة ان تلتقي اللجنة مع المواطنين في المحافظات لسماع ارائهم بشان قانون الانتخاب الذي اكد انه سيكون حاسما في تاريخ الاردن، وسيؤثر في اجيالنا القادمة خلال الـ50 سنة المقبلة، مبينا ان القانون ملك لجميع الاردنيين وليس لفئة سياسية معينة.
وشدد البخيت على ضرورة سير عملية الاصلاح بشكل متوازن وافقي بما يضمن التقدم على جميع المسارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والادارية، مبينا ان قانون الانتخاب بحد ذاته لن يحدث التغيير المنشود اذا بقيت طريقة تفكيرنا كما هي عليه الان.
ولفت بهذا الصدد الى "ان لدينا وضوح في الرؤية والسياسات اللازمة لشكل الاردن الذي نريد خلال السنوات القادمة".
وبشان الاصلاح الاقتصادي اشار البخيت الى ان مسيرة الاقتصاد الحر وما تبعها من اجراءات في الخصخصة حققت انجازات، ولكن في ذات الوقت رافقتها هفوات واخطاء وفساد في بعض الاحيان واهم من ذلك انها لم تعط اهتماما كافيا للامن الاجتماعي.
واكد ان اقتصاد السوق الحر ليس قدرا لا يمكن تجنبه ولكن في ذات الوقت فان العودة الى الانماط التقليدية في الاقتصاد لم يعد مقبولا، لافتا الى ضرورة استنباط سياسات وبرامج تراعي الخصوصية الاردنية وتحقق الامن الاجتماعي او ما يسمى بالاقتصاد المجتمعي الذي يعزز التنمية الحقيقية والعدالة.
وقال ان الحكومة ستركز نقل الصناعات الصغيرة والمتوسطة الى المحافظات ومنح الشركات الحوافز والاعفاءات المناسبة بما يسهم بايجاد فرص عمل حقيقية وزيادة الانتاجية، مشيرا الى ان الدولة انفقت خلال السنوات الماضية اكثر من700 مليون دينار على برامج مكافحة الفقر والبطالة الا ان ارقام الفقر والبطالة لا زالت تراوح مكانها مما يستدعي اعادة النظر في هذا النهج.
وفي الشان الاجتماعي اكد البخيت ضرورة العمل على بناء ثقافة جديدة مبنية على ثقافة الحوار واحترام الراي والراي الاخر وادخال مفاهيم العمل التطوعي.
وردا على سؤال اشار البخيت الى انه التقى مع الاخوان المسلمين اكثر من مرة واتفق من حيث المبدا على الخطوات الاصلاحية التي يجب الوصول اليها بعد سنوات الى مرحلة يوجد فيها من3 الى4 احزاب بحيث يشكل الحزب الذي يحظى باغلبية نيابية او الذي يفوز باكثر عدد من الاصوات بالائتلاف مع احزاب اخرى على تشكيل الحكومة والحزب الذي يليه يكون بمثابة حكومة ظل.
وقال طلبنا منهم الجلوس معنا على الطاولة للحوار والوصول الى حلول وسط، مشيرا الى ان الحوار عبر الشارع يدل على وجود اهداف اخرى وانهم غير معنيين بالاصلاح.
واضاف رئيس الوزراء "ظهرت في الفترة الاخيرة فئات لا يهمها مصلحة الاردن التي عملت على قراءة اللحظة التاريخية التي يمر بها العالم العربي بطريقة مغلوطة حيث اعتقدوا ان بامكانهم محاكاة تجارب اخرى عملوا على دراستها ووضعوا مخططات لتنفيذها".
وقال "مع الاسف حدث تشويه للصورة الكلية بشكل يؤثر على وحدتنا الوطنية وهو امر نرفضه وحملنا هذه الفئات المسؤولية،" مؤكدا ان الحكومة والاجهزة المختصة بذلت جهدا امنيا كبيرا لحماية حق الانسان الاردني في التعبير عن رايه المخالف.
واكد رئيس الوزراء ان جلالة الملك هو مظلتنا جميعا ونحن اردنيون متساوون في الحقوق والواجبات، منوها بان جلالته ربما يكون القائد العربي الوحيد الذي يختلط بابناء شعبه.
وناشد البخيت الاردنيين الى تعزيز التماسك الاجتماعي وصون جبهتنا الداخلية لمواجهة اي تحديات قد تواجه وطننا العزيز.
(بترا)