منذ ثلاث أو أربعة أيام ،تابعت برنامجا تلفزيونبا ،كان ضيفه رئيس الإتحاد
الفلسطيني لكرة القدم السيد رجوب ،وتحدث عن أمور كثيرة تهم الرياضة
في وطننا السليب الغالي ،ولكنه فاجأني بشكل لا مثيل له حين قال بصوته الجهوري
المعروف ،بأن لا فضل لأي دولة عربية على الرياضة الفلسطينية ،وأن هذه
الأخيرة لم تتلقى ولو مساعدة بسيطة من كل الدول العربية ،وأنها لولا
دعم اللجنة الأولمبية الدولية ورئيسها البلجيكي جان روغ ،لدخلت الكرة
هناك في طي النسيان !!
يا للفضيحة ! يا للعار ! أين ندفن رؤسنا وأين نبكي مذلتنا ،وأين سنجد صكوك الغفران؟
لا دولة عربية واحدة تدعم الكرة في فلسطين؟؟ أسمع أحدكم بهكذا خزي وهكذا مصيبة ؟
أيخطر ببال أحدكم يا عرب يا مسلمين ،أن من يمثلنا لا يدعم أرضنا الطيبة ؟ إنها الكارثة بكل المقاييس.
في السنوات العشرين التي مضت ،شاهدنا وتابعنا مباريات بين منتخبات العرب ،تحمل كأس فلسطين
وكنا نعتقد أن ريعها يقدم للفلسطينيين والرياضة الفلسطينية ؟،ولكن يبدو أننا كنا واهمين...
كيف نهرب من أنفسنا بعد الذي سمعنا ؟ وما الذي بين أيدينا لكي نمحي هذا العار الكبير؟
روغ !! البلجيكي !!! هو فقط من يدعم الكرة الفلسطينية ؟؟؟؟
والوثائق الويكيليكسية ،تفضح الملايير العربية التي تهدر في السهر والقمار !!! وأموال بلا عد
تعطى لرؤساء دول عدوة لتساعدها في انتخابات لا علاقة لنا بها !!!
اعذروني فإني والله والله والله أكاد أجن ، أكاد أفقد عقلي ،وأعصابي وتركيزي وكل شيئ في...
ألهذه الدرجة هانت فلسطين ؟ ألهذه الدرجة فقدنا الإنتماء والشعور والعروبة والدين ؟؟
إلى من تكلونها ؟ أللعدو الصهيوني أم للشامتين الغربيين ؟؟؟
يقول الشاعر من بين ما يقول:
أمضى الجسور إلى العلا ** بزماننا كرةُ القدمْ
تحتل صدرَ حياتنــا * * وحديثُها في كل فـــمْ
وهي الطريقُ لمن يري * دُ خميلةً فوقَ القممْ
أرأيتَ أشهر عنـدنا **** من لاعبي كرةالقدمْ
أهم أشدّ توهجــاً *** أم نار برق ٍ في علمْ
.
الرياضة الفلسطينية جزء مهم من القضية ،والرياضة الفلسطينية متنفس للشباب الفلسطيني ،
فهل حقا وصل بنا الهوان لدرجة جعل روغ وغير روغ أقرب منا إلينا ؟ أوصل الحال لهكذا حال ؟
أما بقى في القلب بعض من عاطفة منسية ؟
عفوا فقد طفح بي الكيل ولم أعد أجد بين دموعي مكان للرؤيا ،ولا منفذ لحروف جهنمية ،
فكل الجسد اشتعل نارا ،والغضب أعماني فما عدت أعرف اللغة التي يجب علي الكتابة
بها ،لأن الخط الذي أكحل به بياض الصفحات، يسمى تجاوزا لغة عربية ،واللغة هاته
هي من يجمعني والدين بصاحبة القضية ...
عذرا فلسطين فأنا اليوم أخجل من نفسي ومن انتمائي ومن همي ،لأن الهموم كلها
لا تساوي شيئا أبدا، أمام هكذا عار كبير كبير فوق التصور وفوق الخيال !!
أسئلة نقاشية
1- هل كنت تتصور أن الدول العربية لا تدعم الكرة الفلسطينية ؟ ولماذا؟
2- ألا تعتقد أن دعم اللجنة الأولمبية الدولية للكرة الفلسطينية، هو رسالة قوية عن العجز العربي ؟
3- ما هي الآلية التي يجب اتباعها من دولنا العربية لمحو هذا العار إن كنت تراه كذلك ؟
4- ما دور الإتحاد العربي للعبة في دعم الكرة الفلسطينية ؟
5- أي مستقبل للكرة الفلسطينية في ظل الوضع الراهن ؟
6-كلمة حرة